الاثنين، 30 أغسطس 2010

د/مصطفى محمود - تساوى الكؤوس

الذي يسكن في اعماق الصحراء
يشكو لانه لا يجد الماء الصالح للشرب

وساكن الحي الراقي
الذي يجد الماء والنور والسخان
والتكييف والتليفون والتلفزيون
لو استمعت اليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر
من سوء الهضم
والسكر والضغط !!


والمليونير ساكن باريس
الذي يجد كل ما يحلم به
يشكو الكآبه والخوف من الاماكن المغلقه
والوسواس والأرق والقلق

والذي أعطاه الله الصحة والمال والزوجة الجميله
يشك في زوجته الجميله
ولا يعرف طعم الراحة !!

والرجل الناجح المشهور
النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء
وانتصر في كل معركه
لم يستطع ان ينتصر على ضعفه وخضوعه للمخدر
فأدمن الكوكايين وانتهى الى الدمار !!


والسيد او الرئيس او الملك
الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب
تراه عبداً لشهوته
خادما لأطماعه
ذليلاً لنزواته!!

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربه
برغم ما يبدو في الظاهره من بعد الفوارق
وبرغم غنى الأغنياء
وفقر الفقراء
فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي
متقارب

فالله يأخد بقدر ما يعطي
ويعوض بقدر ما يحرم
وييسر بقدر ما يعسـر


ولو دخل كل منا قلب الآخر
لأشفق عليه
ولرأي عدل الموازين الباطنية
برغم اختلال الموازين الظاهريه

ولما شعر بحسد ولا بحقد
ولا بزهور ولا بغرور

انما هذه القصور والوجواهر
و الحلى واللآلئ
مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب

وفي دخل القلوب التي ترقد فيها
تسكن الحسرات والآهات الملتاعه

والسعاده متقارب
برغم الفوارق الظاهره بين الطبقات
فالعذاب ليس له طبقه
وانما هو قاسم مشترك بين الكل
يتجرع منه كل واحد كأساً وافي

في النهاية تتساوى الكؤوس
برغم اختلاف المناظر
وتباين الدرجات والهيئات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق